على إثر ما ورد من تصريحات بتاريخ 16 مارس 2023، لأحد الإعلاميين في قناة التاسعة حول ما يسمى بنظرية الأرض المسطحة، يهمّ الجمعية التونسية لعلوم الفلك أن تندّد بمثل هذه التصريحات التي من شأنها أن تنشر الجهل و التخلّف لدى مختلف شرائح المجتمع، خاصّة منها النّاشئة و الشّباب.
ويجدر بالذّكر أنّه سبق للجمعية التونسية أن شاركت في التصدّي لمحاولة تمرير أطروحة دكتوراه حول هذه الفكرة و تمّ التخلي عنها و إيقاف هذه الاطروحة من طرف وزير التعليم العالي آنذاك لأسباب تتعلّق بالمنهجيّة و الحقائق العلميّة المتأكّدة و غير القابلة للدّحض.
و يجدر بالذكر أن فكرة التسطّح هذه تمّ نقاشها عديد المرات دون جدوى لإقناع المدافعين عنها بتفاهة ما يدّعونه، رغم العديد من الأدلّة العلميّة الدّامغة و القاطعة المتعلّقة بشكل الأرض الكرويّ.
و ينبغي أيضا الإشارة إلى أن فكرة الأرض المسطحة لا علاقة لها بالأديان السماويةّ، بل يتبناها مجموعات معيّنة منها ما يتّخذ معابد غالبها موجود في الولايات المتحدة. و تنفي هذه المجموعات كل ما توصل إليه العلم إلى حد اليوم منذ عشرات القرون مرتكزة على نظريّة المؤامرة.
و في هذا الإطار تلتمس الجمعية التونسية لعلوم الفلك من وسائل الإعلام الوطنية العموميّة و الخاصّة التعاطي المهنيّ مع هذه الأمور العلمية و ذلك بدعوة الرأي و الرأي الآخر، حتى لا يتم تظليل المشاهد و إبراز الشخص الحامل لهذه الفكرة على أنه يحمل الحقيقة العلمية، وهو تمام البعد عنها. كما تهيب بوسائل الإعلام أن تتروّى في دعوة هؤلاء مع تقصّي أفكارهم و احترام المبادئ العلميّة وهو ما يمثّل إحدى ركائز العمل الصّحفيّ المهنّيّ ذي الرّسالة النّبيلة.
هذا، و توجّه الجمعية التونسية لعلوم الفلك نداء إلى كل وسائل الإعلام للتعامل مع الجهات المختصة في مثل هذه الأمور العلمية. وتبقى الجمعية على استعداد للمساهمة في نشر المعلومة العلميّة الصحيحة و الموثوقة، متى سنح لها ذلك، و ذلك درء لمثل هذا الخلط و ما يمكن أن ينجرّ بسببه من عواقب وخيمة.
عن الهيئة المديرة للجمعية التونسية لعلوم الفلك
نائب رئيس الجمعيّة
الأستاذ هشام بن يحي