تناقلت وسائل التواصل الإجتماعي تساؤلات عن العديد من الأضواء التي شاهدها الآلاف من المواطنين في سم ءنا خلال هذه الفترة، تساؤلات عن ماهية هذه الأجسام التي تبدو بالعشرات ليس فقط في ليلة واحدة بل في بضع دقائق .
الجمعية التونسية لعلوم الفلك توضح أسرار هذه الأجسام الغريبة و أثرها في المشهد الكوني.
ستارلنك (بالإنجليزية: STARLINK)، كوكبة من الأقمار الاصطناعية المصنوعة بواسطة شركة سبيس إكس لتوفير خدمة الاتصال القمري بالإنترنت. ستتكون الكوكبة من آلاف الأقمار الاصطناعية الصغيرة، والمنتَجة بشكل شامل، لتعمل بالاشتراك مع أجهزة إرسال واستقبال أرضية. وتُخطط شركة سبيس إكس أيضًا لبيع بعض من هذه الأقمار الاصطناعية للأغراض العسكرية، والعلمية، والاستكشافية.
أرسلت شركة سبيس إكس 242 قمرًا اصطناعيًا حتّى شهر أفريل 2020. وتُخطط الشركة لإرسال 60 قمرًا إضافيًا خلال كل رحلة إطلاق للصاروخ فالكون 9، والذي تمّت برمجة رحلاته بمعدل رحلة كل أسبوعين منذ أواخر عام 2019. وسيصل العدد الكلي لهذه الأقمار الاصطناعية، بحلول منتصف عام 2020، إلى نحو 12000 قمر على أن يكون العدد قابلًا للزيادة حتى 42000 قمر. خُطط لدفعة الأقمار الأولى، التي يبلغ عددها 12000أن تدور في ثلاثة أغلفة مدارية: يتكون الغلاف الأول من 1600 قمر تقريبًا على ارتفاع 550 كيلومترًا، ثم الغلاف الثاني المتكون من 2800قمر تقريبًا للنطاق الطيفي »كيو-كي » على ارتفاع 1150 كيلومترًا. أمّا الغلاف الثّالث فسيكون متكوّنا من نحو 7500 قمرا صناعيّا يبثّ في النّطاق الطّيفيّ »في » على ارتفاع 340 كيلومترا فقط.
أثار هذا المشروع قلقًا بسبب المخلفات الفضائية التي قد تنتج على المدى الطويل بسبب وضع الآلاف من الأقمار الاصطناعية في مدارات أدنى من 1200 كيلومتر، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على أبحاث علم الفلك إذ من المتوقّع أن يكون نحو 200 قمر صناعيّ مرئيّا في السّماء كلّ ثانية ممّا سيؤدّي إلى اضطرابات في القياسات و الأبحاث الفلكيّة، زد على ذلك درجة اللّمعان لهذه الأقمار النّاتجة عن انعكاس ضوء الشّمس على اللّوحات العاكسة لهذه الأقمار و الّتي يمكن أن تصل لدرجة لمعان كوكب الزّهرة . ولكن يُقال إن شركة سبيس إكس تحاول إيجاد حلول لهذه المشاكل.
كما أعرب العديد من الفلكيين حول العالم عن رفضهم و إمتعاضهم من هذا المشروع الذي إعتبروه من أهم المشاريع التي ستتسبب في تلوث هام للفضاء، زيادة على الهلع الذي تسببه للعديد من النّاس حول العالم و فتح المجال للتأويلات من هنا و هناك.
اليوم مشروع ستارلينك هو محل تتبعات قضائية عدلية ضد صاحب هذا الشركة المصنعة لهاته الأقمار.
هشام بن يحي
نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم