توضيح حول ظاهرة الزلازل
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي و بعض المواقع الإخبارية تفسيرات حول الزلازل و أسبابها، و نخص بالذكر تلك الفرضية التي صرح بها البعض ضمن مقالات شبه علمية و مدفوعة الأجر بأن ما تعيشه الأرض هذه الأيام من زلازل سببه الرئيسي الاصطفاف الكوكبي.
إن التخوف من الكواكب و الأجرام السماوية أمر قديم جدا يعود إلى الحضارات القديمة التي كان لها اعتقاد بأن تلك الأجرام السماوية، لها علاقة وطيدة بحياة الإنسان و خاصة علاقاتها مع الكوارث الطبيعية فتجد أن جل الحضارات القديمة قد ألهت الكواكب وعبدتها خشية منها.
لكن اليوم يعطي العلم جميع الأجوبة الممكنة الخاصة بالزلازل، وهي في العادة على علاقة بحركة الصفائح التكتونية للقشرة الأرضية. كما يؤكد علماء الجيولوجيا، أنه لا يمكن في الوقت الحالي تحديد زمن وقوع الزلازل في مكان ما في العالم، بالرغم من أنهم حددوا المواقع التي تحدث فيها الزلازل بصفة مكثفة.
أما بخصوص تلك المزاعم التي تفسر الزلازل بظواهر فلكية كاقتران أو اجتماع كوكبي، الشيء الذي أثر على حركة الصفائح التكتونية، و تسبب في زلزال سوريا و تركيا، و أن أحدهم قد تمكن من توقع حدوثه استنادا إلى هذه الفرضية، فهذا أمر عاري عن الصحة.
. في هذا السياق تؤكد الجمعية التونسية لعلوم الفلك أن الاجتماع الكوكبي الذي تشهده الأرض هذه الأيام، ليس سوى اجتماع كوكبي ظاهري بين كوكبي الزهرة و المشتري يوم 2مارس 2023 حيث أن المسافات تبقى كبيرة جدا، في حدود عدة مئات من ملايين الكيلومترات، حتى تؤثر على صفائح الأرض التكتونية، و أن تلك الفرضية غير صحيحة و غير مؤكدة علميا، لذا تدعو الجمعية أعضاءها و متابعيها إلى ضرورة التثبت من المراجع و العودة إلى الثوابت العلمية المؤكدة، بما في ذلك المنشورات في المجلات العلمية المرموقة، عوضا عن الصفحات والأشخاص الذين يتعمدون نشر معلومات مغلوطة من شأنها أن تثير مخاوف لدى الرأي العام و لا هدف لهم إلا الربح الشخصي
هشام بن يحي
نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك